أقيمت خطبتا صلاة الجمعة، بجامع الرحمن في بغداد، بإمامة الشيخ سلام الربيعي.
وقال الشيخ الربيعي، في الخطبة الأولى، وتابعتها “النعيم نيوز”. إن “الزيارة الأربعينية تعد بمثابة المهرجان الإلهي. بل رحلة تعبوية يتم فيها دخول البشر في النور ليدخلو في تلك الدورة المكثفة. التي يتدربون من خلالها على التضحية في سبيل القيم والمبادئ، ومن ثم على رفعة معدن الذات والطينة الإنسانية”.
وتابع، “فبدل أن تكون خسيسة أو دنيئة أو دنية أسيرة للشهوات والغرائز وحب الدنيا والبقاء وبدل أن تكون ذليلة ورهينة السفاسف. فإنها سوف تتصاعد وتحلق إلى المعالي وتعرج إلى بارئها وتبني شخصية الإنسان في هذا المعسكر. وتتشبع فيها القيم والفضائل والعزة، وهذا ما يقر به القاصي والداني من المراقبين الدوليين المترصدين والمتربصين”.
وأضاف الشيخ الربيعي، “بحيث إن أي دولة كبرى لو أرادت أن تعبئ شعبها ولو لشرائح قليلة منه استعداداً لحرب ما أو حرب طوارئ مثلاً تطرأ عليها. فلا تستطيع أن تجند إلا القلة القليلة وبالترغيب والترهيب. بينما في زيارة الأربعين نجد وبكل وضوح الملايين من البشر وهم يزحفون وبشكل طوعي صوب قبلة الأحرار. فما هذه القدرة على التعبئة يا ترى ؟”.
وأردف، قائلاً: “ما هي إلا وميض القائد الإمام الحسين عليه السلام فهو صاحب القدرة والمحرك بشكل طوعي ليس فيه ترغيب ولا ترهيب. بل لربما فيه المخاطر والتضحيات بالأنفس والأموال والثمرات. وبهذه الرحلة التدريبية المكثفة وهذه التضحيات نفهم أن الإمام الحسين عليه السلام هو الناصر والممهد لولده الإمام المهدي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء. بل هو الذي يعد العدة له، لأن هذا التدريب وهذه التربية بل هذا البناء والإعداد الروحي الإنساني لأجيال المؤمنين يتم بيد الإمام الحسين عليه السلام فهو الذي يوطئ للظهور الميمون ولنصرة الإمام المهدي عليه السلام”.
وأشار الشيخ الربيعي، إلى أنه “فمن هنا نستطيع القول بأن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه المبارك ينصر بالحسين عليه السلام من جهة. ومن جهة أخرى فإن المشروع المهدوي المبارك لا تقوم له قائمة إلا بالإمام الحسين عليه السلام”.
ولفت، إلى أنه “يا أحباب الحسين عليه السلام أيها التواقون لزيارته ونيل شفاعته إن ولاء المؤمنين للإمام المهدي عليه السلام متشعب عن ولائهم واستماتتهم ومودتهم بجده الحسين عليه السلام. وليس العكس وهذه النقطة تبين لنا موقع الاعتقاد بالإمام الحسين عليه السلام وتقدمه الرتبي بالاعتقاد بالإمام المهدي أرواحنا له الفداء. وهذا ما جاء بمفردات الزيارة (لعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم وأزالتهم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها)”.
وأكد الشيخ الربيعي، أن “اعتقاد المؤمنين أولاً بالله تبارك وتعالى وبالنبي صلى الله عليه وآله هو الذي يدعوهم لنصرة الإمام المهدي أرواحنا لمقدمه الفداء. وكذلك اعتقاد المؤمنين بالإمام امير المؤمنين عليه السلام أولاً يدعوهم لنصرة الإمام المهدي عليه السلام. ثانياً واعتقاد المؤمنين بالإمام الحسين عليه السلام يكسبهم الولاء للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف”.
وبيّن، أنه “فواضح إذاً أن المشروع المهدوي المبارك قائم بالمشروع الحسيني. وبعبارة أخرى أقول:
أيها المهدويون يا عشاق الإمام المهدي أيها المنتظرون لطلعته البهية يا عشاق الظهور والفرج المبارك اعلموا ان بابكم الأوسع وطريقكم الأسرع لنصرة المولى أبي صالح عليه السلام ولإقامة مشروعه المبارك العظيم. هو مشروع الإمام الحسين عليه السلام والشعائر الدينية. وهذا أمر عظيم غاية في الأهمية ويجب الالتفات إليه”.
وأكمل بالقول: “أقولها وبكل صراحة فإن الزيارة الأربعينية المباركة بنفسها وبحجمها المليوني وبهذا السيل الزاحف هي تربية على الإعداد والاستعداد للظهور المبارك الميمون. والمشروع المهدوي على مشرفة أفضل التحية والسلام. اللهم احفظ زوار الإمام الحسين عليه السلام من بين أيديهم ومن خلفهم وعن يمينهم و عن شمالهم ومن فوقهم ومن تحتهم. اللهم وارحم تلك الوجوه التي غيرتها حرارة الشمس وارحم تلك الخدود التي تتقلب على حفرة المولى أبي عبد الله الحسين عليه السلام. وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لأهل البيت عليهم السلام. وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت وارحم تلك الصرخة التي كانت لهم عليه السلام. اللهم إنا نستودعك تلك الأبدان وتلك الأنفس حتى ترويهم على الحوض يوم العطش”.
وفي الخطبة الثانية، نوه الشيخ الربيعي، إلى أن “معسكر الأربعين هو عبارة عن تجسيد المجتمع والمدينة الفاضلة أمام مرأى ومسمع البشر. وهذا التجسيد في كل عام من قبل المؤمنين ومن أصقاع العالم ونسيجهم الطبيعي. هو الذي يدير نفسه بنفسه معلناً غلبة العقل على كل الغرائز. مما يشكل مصدر قلق وإزعاج للحكام الجبابرة والأنظمة الحاقدة على مذهب أهل البيت عليهم السلام”.
وأوضح، أنه “فمن هنا لا يمكن أن ننظر لزيارة الأربعين على أنها طقوس عبادية أو محضة أو شئ من الفولكلور. وإنما هي عبادة بناءة ومرآة عاكسة لمفهوم التكامل والتضامن وكل المفاهيم الأخلاقية ليس على الصعيد الفردي فحسب. وإنما على مختلف الصعد كحل الأزمة الإقتصادية والأمنية والعنصرية وغيرها من الأمراض الفتاكة والتي تقض مضاجع البشرية والمجتمع. وكل حلولها موجودة في مدرسة ومنهج الإمام الحسين عليه”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية