الواجهة الرئيسيةمحلي
أخر الأخبار

‘أبرزها الفقر والبطالة‘.. ظاهرة الانتحار في العراق أرقام وإحصائيات وأسباب

خاص_النعيم نيوز

‘تعددت الأسباب والموت واحد‘، أسباب نفسية وأخرى اقتصادية، تفكك أسري وابتزاز إلكتروني، وغيرها أسباب تدفع الأشخاص لإنهاء حياتهم، السماع بحالات الانتحار في الآونة الأخيرة بات كثيراً وبازدياد واضح، حيث سجلت  البلاد منذ مطلع العام الحالي، ارتفاعاً كبيراً بالحالات في مختلف المدن والمناطق، لا سيما في الأحياء والضواحي الفقيرة منها.

 

الفقر والبطالة يتصدران

ترجع السلطات الصحية والأمنية، ارتفاع حالات الانتحار، إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية مختلفة، أبرزها الفقر والبطالة. إضافة إلى استمرار حالة الانسداد السياسي في البلاد، وتعثر الحكومة بمعالجة ملفات الخدمات، والسيطرة على مستويات الفقر والبطالة.

مدير الشرطة المجتمعية غالب العطية، قال في تصريح صحافي: إن “ارتفاع معدلات الانتحار في العراق يعود إلى جملة من المدخلات، بينها الظروف المعاشية من بطالة وفقر، فضلاً حالات الإدمان على الكحول والمخدرات التي باتت تضرب بقوة في البلاد مؤخراً”.

وأشار، إلى “أسباب أخرى تدفع بارتفاع معدلات الانتحار وهي عمليات الابتزاز الإلكتروني، وكذلك التعنيف الأسري وخصوصاً بحق النساء والمراهقين”.

إحصائية للحالات

في 24 شباط/فبراير 2022، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، عن إحصائية بحالات الانتحار الشهرية في المحافظات كافة.

وفي تصريح للوكالة الرسمية، كشف مدير الشرطة المجتمعية غالب العطية، عن “زيادة في عدد حالات الانتحار لا سيما بين الشباب،” موضحاً أن “الأسباب كثيرة منها اقتصادية والمتمثلة بالبطالة، وكذلك التعنيف والتفكك الأسري والمخدرات، فضلاً عن الابتزاز الإلكتروني لا سيما لدى الفتيات”.

وأشار إلى “كثرة حالات الانتحار في بغداد بحكم عدد سكانها، لكن المقارنة ليست بأعداد المنتحرين، بحسب العميد، “وإنما بنسبة المتضررين، إذ نلاحظ كركوك وذي قار وديالى وبغداد تكثر فيها حالات الانتحار”.

يذكر أنه في العام 2021، سجّل العراق 772 حالة انتحار، بارتفاع أكثر من 100 حالة عن العام 2020 الذي سجل انتحار 663 شخصاً، وفقاً لوزارة الداخلية التي أكدت أنّ “36.6% من المنتحرين كانت أعمارهم أقل من 20 عاماً، فيما تشكل نسبة الذكور 55.9%، والإناث 44.1%”.

العام الفائت.. 33 حالة تم منعها

ومنعت الشرطة المجتمعية بحسب مديرها، “33 حالة انتحار خلال العام 2021، إذ تتم متابعتهم ومتابعة عوائلهم”.

ولفت العطية، إلى أنّ “معدل الانتحار شهرياً العام الماضي أكثر من 60 حالة، بينما خلال الشهرين الأول والثاني من العام الحالي تجاوزت 100 حالة”.

لبغداد الحصة الأكبر

الفترة الماضية من هذا العام سجّلت ارتفاعاً كبيراً في نسب الانتحار في المحافظات كافة، وكانت للعاصمة بغداد الحصة الأكبر من هذه النسبة، جراء تفشي البطالة والفقر بشكل كبير في عموم البلاد، وذلك حسبما صرح به عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، علي البياتي، لموقع “العربي الجديد”.

أما في محافظة بابل، فقد تم إحباط 20 محاولة انتحار من فوق جسورها خلال الـ6 أشهر الأولى، من العام الحالي.

وقال مدير إعلام شرطة محافظة بابل، عادل الحسيني، في حديث صحفي، إن “الشرطة النهرية في المحافظة استطاعت إنقاذ 20 شخصاً منذ بدء العام الحالي، بعد محاولتهم الانتحار بالقفز من جسري المسيب والحلة في بابل”.

وأضاف، أن “ارتفاع عديد تلك الحالات دفع إلى تشكيل وحدات مشتركة بين شرطة الأنهار وقوات الطوارئ وتثبيتها قرب الجسرين، لسدّ الطريق أمام محاولات الانتحار”.

كما دق ناقوس الخطر في ديالى أيضاً، حيث بيّن مدير مفوضية حقوق الإنسان في ديالى، صلاح مهدي، أن “محافظته سجلت أكثر من 30 محاولة انتحار منذ بداية العام الحالي حتى الآن، بينها 19 حالة انتهت بالوفاة”.

وأشار، إلى أن “معدلات الانتحار في ديالى بدت تدق ناقوس الخطر وعلى الجهات المعنية التدخل بوضع المعالجات والتخفيف من حدة الأسباب، التي تشجع على هذه الأفعال المنبوذة شرعاً وعرفاً”.

وفي محافظة النجف، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان، تسجيل 22 حالة انتحار توزعت مناصفة بين الرجال والنساء بواقع 11 حالة لكل طرف، خلال العام الحالي.

أما في محافظة ذي قار، فأنّ “النصف الأول من العام الجاري شهد تسجيل أكثر من 42 حالة انتحار في المحافظة، كان آخرها في عيد الأضحى بعد أن أقدم شابان وفتاة على الانتحار”، وفق ما كشفه مصدر أمني.

وأشار، إلى أنّ “حالات الانتحار في العراق عام 2022 شهدت ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مما يدق ناقوس الخطر بشأن انتشار الظاهرة بين الشباب”، مضيفاً أنّ “الأوضاع الاقتصادية والتقاليد الأسرية (الزواج، الحرية وغيرها)، كانت أبرز الأسباب التي تدفع الشباب نحو الإقدام على الانتحار”.

ترويج “السوشيال ميديا”

ولفت مدير الشرطة المجتمعية غالب العطية، إلى أن “بعض مواقع السوشيال ميديا تروج لعمليات الانتحار من خلال التثقيف لهذا الموضوع، وتوضيح آليات عدة لتنفيذها”.

وبيّن، أن “الشرطة المجتمعية تقوم بدورها للحد من الانتحار من خلال التثقيف ونشر برامج التوعية، لا سيما وهي تكثف جهودها مع قرب إعلان نتائج الامتحان حيث تكثر فيها حالات الانتحار”.

إجراءات متخذة

وحول سلسلة من الإجراءات المتخذة لمكافحة هذه الظاهرة، أكد العطية، أن “دوائر الشرطة المجتمعية تنفذ سلسلة من الإجراءات الخاصة لمكافحة حالات الانتحار، من خلال الندوات التثقيفية في المؤسسات والأماكن الاجتماعية، وخصوصاً ما بين شرائح الشباب، من خلال التنبيه لمخاطر تلك السلوكيات وعدم التسليم لليأس والإحباطات النفسية”.

الفتيات الأكثر تسجيلاً

وفيما يتعلق بالفئة الأكثر تسجيلاً لحالات الانتحار، أوضح عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، علي البياتي، أن “تسجيل حالات الانتحار في العراق، أصبح يتم بشكل شبه يومي تقريباً في بعض المحافظات، وخصوصاً في العاصمة بغداد، وغالباً ما يكون المنتحر من فئة الشباب وتحديداً من الفتيات، وبعض هذه الحالات تكون بسبب مشاكل عائلية أو ضغوطات تمارس على الشباب من قبل أهاليهم”.

أبرز الطرق

وبحسب مدير مفوضية حقوق الإنسان في ديالى صلاح مهدي، فإن “أبرز طرق الانتحار التي يستخدمها الرجال في ديالى، هي إطلاق النار والشنق، فيما كان تناول الأدوية والحرق هي أكثر طرق النساء شيوعاً”، كما أكد أنّ “65% من المنتحرين أعمارهم أقل من 35 عاماً”.

ولفت، إلى أنّ “المثير بأن 2022 شهد 3 حالات انتحار وإنقاذ 5 أخرى في اللحظات الأخيرة لطلبة دفع فشلهم الدراسي إلى اتخاذهم هذا القرار”، مردفاً بالقول: إنّ “الضغط النفسي من قبل ذويهم والتنمر كانت وراء المحاولات”.

أقل الدول مقارنة بجيرانه

صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء خالد المحنا، بأنّ “العراق يعدّ من أقل الدول تسجيلاً لحالات الانتحار، مقارنة بجيرانه، ولا يمكن القول بارتفاع النسب دون الانتهاء من عمل الجرد السنوي لهذه الحالات، مع نهاية كل سنة”.

وأضاف: “وزارة الداخلية تعمل وفق لجان مخصصة للحد من هذه الظاهرة، وهناك اشتغال على مختلف الأصعدة بهذا الجانب من عقد الندوات والدراسات وبعض الإجراءات الرادعة، كما أن غالبية حالات الانتحار هي لأشخاص يعانون من أمراض واضطرابات نفسية”.

مبعث قلق

ارتفاع حالات الانتحار في الآونة الأخيرة بات يشكل مبعث قلق، إلى جانب أنها لم تقتصر على الشباب فقط، بل تم تسجيل حالات انتحار لكبار في السن.

ووفقاً لما تحدث به الخبير في الشأن الاجتماعي العراقي، طه حسين، لوسائل إعلام، فإنه “بعد التدقيق في أعمار المنتحرين كشف عن ظاهرة لم تسجل من قبل وهي وجود كبار السن أيضاً، ما أثار غموضاً حول الأسباب التي دفعتهم إلى هذه النهايات المأساوية، التي كانت للشباب حصة الأسد فيها لسنوات”.

وتابع، أن “الانتحار يبقى ملفاً مثيراً للقلق، كما أن المحاولات الفاشلة أغلبها لا توثق بسبب سعي ذويهم لإخفاء الحقائق، لما يشكل لهم هذا الأمر من إحراج”.

وحول الأسباب التي تدفع للانتحار، أكد الخبير الاجتماعي، أن “غالبية حالات الانتحار هي من الشباب والأسباب متعددة، بعضها أوضاع معيشية وأخرى تتعلق بالمشاكل الأسرية”.

ولفت، إلى أن “ارتفاع نسب الانتحار في الآونة الأخيرة وبشكل يومي يثير القلق، ويؤكد أن هذه الظاهرة تستدعي دراستها بشكل علمي والسعي لخفض معدلاتها”.

مراعاة للعادات والتقاليد

ترى الباحثة الاجتماعية نادية محسن، أنّ الانتحار في العراق لا يعتبر ملفاً، كون أن أكثر التبليغات عن حوادث الوفاة تكون مقترنة بأعذار لمراعاة العادات والتقاليد.

محسن، وفي حديث صحفي، تحدثت عن بحث دقيق عن أسباب ارتفاع الانتحار في العراق، وجد أن “محافظتي المثنى والسليمانية تتصدران المشهد في هذا الجانب، في حين كانت أبرز الأسباب الأوضاع الاقتصادية، فضلاً عن التضييق الذي يتعرض له الفتيات على وجه التحديد”.

أما فيما يخص كيفية علاج هذه المشكلة، “فهي من خلال برامج توعوية متخصصة يقدمها أشخاص لهم خبرة في هذا المجال”، كما أنّ “الحكومة مطالبة بتوفير البيئة الصحية الحقيقية للأشخاص الذين هم بحاجة إلى العلاج”، والكلام للباحثة الاجتماعية.

عقوبة قانونية

قانون العقوبات العراقي يعاقب من يحرّض أو يساعد شخصاً على الانتحار في المادة /408/ بالسجن 7 سنوات، في حين لا عقوبة لمن يشرع في الانتحار لعدم جدوى العقوبة، حسبما أكده الخبير القانوني علي التميمي في تصريح صحافي.

وأشار، إلى أنه “يرى إيداع من يحاول الانتحار في إحدى المصحات، وألا يخرج إلا بتقارير طبية مؤيدة حلاً جيداً لمعالجته”.

وحسب رأي الخبير القانوني، فإن “شيوع ظاهرة الانتحار هو بسبب قلة الوازع الديني ودوافع نفسية واجتماعية وأثر وسائل التواصل والمسلسلات الأجنبية، خصوصاً على المراهقين”.

ويرى مراقبون للوضع العراقي، أن الأرقام الحقيقية لوقائع الانتحار هي أعلى من التي تم الإعلان عنها مؤخراً من قبل السلطات، لأن أغلبية واضحة من الحالات لا يتم إعلانها أو الكشف عنها من جانب الأهل، لما لذلك من تأثير على العائلة في المجتمع.

وقدم موقع “Health” الصحي الأمريكي، علامات يجب الانتباه إليها لمعرفة ما إذا كان الشخص المصاب بالاكتئاب ذو «مزاج انتحاري».

وبحسب الموقع فإن العلامات هي، عدم الاهتمام بالأنشطة المعتادة، وتغيرات في النوم والشهية (إما بالزيادة أو النقصان)، ومشاعر اليأس والحزن والأرق، وصعوبة في التركيز أو التفكير أو اتخاذ القرارات.

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى